الأفضل بن علي الذي ساد العلى ... وبنى منار المجد وهو مهدَّم
وحمى ثغور المسلمين بعزمه ... والسيف يقطر من جوانبه الدم
الأروع الطلق الفرافصة الهصو ... ر القسور الورد الهزبر الضيغم
والعارض الهتن الأجش المرجحن ... الوابل الغدق الملث المثجم
والصارم الذكر الجاز المشرفي ... القاطع العضب العضوض المخذم
ومصرف الملك الجموح ولم يزل ... بالسيف ينقض ما يشاءُ ويبرم
ملكُ له عنت الملوك وأذعنت ... قهراً ودان الأغلب المتعظم
وأطاعهُ الدهر العصيُّ وأهله ... طوعاً وكرهاً كافر أو مسلم
فأتاه حكم الله جل جلاله ... وهو المليك العدل فيما يحكم
حكم على كل البرية لم يكن ... مستأخر فيهم ولا مستقدم
فتغيّر القمر المنير لفقده ... والشمس كاسفة تنوح وتلطم
والأرض راجفة تميد بأهلها ... والجوّ مُغْبَرّ الجوانب مظلم
وبكل أرضٍ من تهامة حسرة ... وبكل بيتٍ في زبيد مأتم
نزلت ملائكة السماءِ لدفنه ... وملوك يعرب في العزاء تقدموا
سبأ وحمير والعريحج وابنه ... وزهير الشامي وياسر ينعم
والصعب ذو القرنين والهدهاد والصم ... باح ذا يبكي وذا يترحَّم
وأتى أبو كرب وحسان ابنه ... وشقيقه وأبو الضجاعم ضجعم
وملوك غسان ولخم وكندة ... وأبى الجلندي وابنه والأَيهم
وأتى الشهيد ويوسفُ وسليله ... عمر وداود الهزبر الضيغم
وعلي بن داود المجاهد قائم ... يبكي ومدع العين قانٍ عندم
يا وحشة الدنيا ووحضة أهلها ... إذ قيل مات التبعيُّ الأَعظم
من للمواكب والكتائب في الوغى ... والخيل في أرسلنها تتحمحم
من للطغاة وللبغاة مدمر ... من للضلال وللفساد مهدّم
من للكتاب يفضه ويحجب عن ... مضمونه في صدره ويترجم