للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يكفكف عنهم سمو العوالي ... وقد شرقت بطعنهم الشعاب

ومن في كفه منهم قناة ... كمن في كفه منهم خضاب

فرفع السيف عنهم ورجع إلى السلطان بالرؤوس والأسارى فأمر السلطان بقتل جماعة من الأسارى ممن يعرف بالفساد وأطلق الباقين وأضاف السلطان أمر الوادي رمع إلى الأمير سيف الدين بشتك فاستناب في الجهة المذكورة الفقيه رضيّ الدين أبا بكر بن أحمد بن عبد الواحد وكان فقيهاً حسن السياسة إلا أنه كان ضعيف الفراسة فجعل المعازبة غرضاً لسهامه. وضريبة لحسامه. فشتت جموعهم. وأَخلى ربوعهم. وقتل منهم عدة. في أقرب مدة. وفي العشر الأواخر من شهر ربيع الآخر تقدم الركاب العالي إلى تعز المحروسة فأقام فيها أياماً. ثم تقدم في عسكره المنصور نحو المخلاف فأخذ مدينة أَب قهراً بالسيف. ثم سار نحو أرباب فأخاط بها علماً ثم رجع إلى تعز فأقام فيها أياماً قلائل. ثم توجه نحو تهامة فدخلها غزة شعبان من السنة المذكورة وكان صيامه رمضان في مدينة زبيد.

وفي هذه السنة أضاف السلطان أمر القحمة إلى الأمير سيفد الدين بشتك فتقدم إليها فقصده المعازبة في جمع كثيف. وقد جعلوا له ثلاثة مكامن في ثلاثة أماكن فخرج إليهم فاستدرجوه إلى أن توسط في المكامن فأحاطوا به وبمن معه فقاتل حتى قتل. وقتل معه يومئذ الفقيه أبو بكر بن أحمد بن عبد الواحد وجماعة من العسكر وكان قتلهم يوم الحادي والعشرين من شوال من السنة المذكورة.

وفي هذه السنة تقدم الأمير فخر الدين ابو بكر بن بهادر السنبلي صحبة المحمل ولعلم المنصور إلى مكة المشرفة وسار بمسيره حج اليمن فحج حجّاً مبروراً وسعي سعياً مشكوراً. مصحوب السلامة في ذهابه وإيابه وفي هذه السنة تقدم الركاب العالي إلى ثغر عدن المحروس فأقام فيها أياماً وأبطل من المكوس المحدثة شيئاً كثيراً.

وفيها توفي القاضي تقي الدين عمر بن أبي القاسم بن معيبد الوزير وكان أحق من قيل له سيد الوزراء أديباً عاقلاً مهيباً جواداً كريماً شجاعاً حليماً

<<  <  ج: ص:  >  >>