أيوب بن الملك الكامل. فجهز مع عسكراً فيهم علم الدين الكبير وعلم الدين الصغير.
وفي سنة ٦٣٨ وصلت العساكر المصرية إلى مكة المشرفة فأَخذوها وحجوا بالناس.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الصالح أبو محمد بن راشد بن سالم ابن راشد بن حسن. وكان فقيهاً كبيراً وإماماً جليلاً. تفقه بمحمد بن أحمد بن حديل بسهفنة. ودرس بالمصنعة مدة. فتفقه به خلق كثير منهم القاضي بهاءُ الدين محمد بن سعيد واخوته وابن عمهم قاضي القضاة محمد بن أبي بكر. وعنه أخذ الخطيب علي بن عمر العبيدي وأبو بكر بن ناصر. وكان وفاته في سلخ جمادى الأولى من السنة المذكورة. وتوفي الفقيه الصالح الفاضل عبد الله بن أحمد بن أبي القسم بن أحمد بن اسعد الخطابي. وكان فقيهاً ماهراً معاصراً لعلي بن الحسن الأصابي. وتفقه بمحمد بن مضمون ومحمد ابن أحمد بن حديل. وامتحن بقضاء السَّحُول والمسترق ووحاضة. وكان يسكن قرية الجعامي التي كان يسكنها الإمام زيد الغايشي. لأنه تزوج في ذريته ثم صار إلى هدافة. وتزوج في ذرية الهيثم أهل الجحفة واصله من عرب يقال لهم بنو خطاب بحاءٍ معجمة يسكنون حارة القحمة. وكان وفاته بهدافة في القرية المذكورة. وتوفي الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن إسماعيل المازني. وكان رجلاً مباركاً فقهياً ذاكراً للفقه له مروءَة. وأصل بلده ذي أشرق. وتفقه بالقاضي مسعود. وتزوج بابنته في حياته فكان أولاده منها. وقيل للقاضي مسعود كيف تزوج المازني وهو رجل فقير. فقال أرجو ببركة العلم أن يكون كافياً لي ولأولادي فكان كما قال. وكان يصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وكان مدرساً بالمسجد الذي بناه الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول. على تربة والده الأمير شمس الدين بقرية عكار.