فيها أحد من العراق من سنة اثنين وثلاثين إلى سنة أربعين. فلما وصل أمير الحاج العراقي إلى مكة كسى البيت وجعل الذهب والفضة على البيت وتصدق بصدقة كبيرة في مكة.
وفي هذه السنة توفي الفقيه العلامة الإمام أبو الحسن علي بن قاسم بن العليف بن هيس بن سليمان بن عمرو بن نافع الحلمي الشراحيلي. وكان إماماً كبيراً عالماً محققاً مدققاً. وبه تفقه غالب فقهاء عصره من غالب نواحي اليمن. وله مصنفات مفيدة منها كتاب الدرر في الفرائض. وله مختصر سماه الدرر. بين فيه بعض مشكلات التنبيه سيرها إلى بغداد صحبة الإمام رضي الدين الصغاني. وأجاب عنها جماعة من علماء بغداد. وأجاب عنه أيضاً محمد بن يوسف الشويري. وأجاب عنها هو أيضاً. فكان جوابه أرضى الأجوبة كلها. واصله من حكماء حرض وقدم زبيد بعد أن تفقه على الفقيه إبراهيم بن زكريا. ثم لما قدم زبيد أخذ عن الفقيه عباس ابن محمد. ثم طلع الجبال فقصد ذي أشرق. فأدرك القاضي مسعوداً وأخذ عنه. ومن أعيان أصحابه بزبيد محمد بن الخطاب وعمر بن عاصم وإبراهيم ابن القلقل وعبد الرحمن بن المبارك السجيلي وعمر بن مسعود الابنان وحسن الشرعبي وعبد بن أحمد من السهولة. قال الجندي: ولقد أخبرني الثقة أنه خرج في درسه ستون مدرساً. وكان يحفظ التنبيه ولا يزال حاملاً له. ومقبلاً عليه. فقيل له أنت تحفظه فلم تحمله. فقال احتج به على أهل المراء. وكان راتبه في كل يوم سبعاً من القرآن أخذ ذلك عن شيخه إبراهيم بن زكريا. وكان ذا ورع شديد. لوزم على قضاء زبيد. ولزوم على التدريس فامتنع. ورسم عليه أياماً فلم يجب إلى ذلك. وكان فقيراً يعدم ما يقتاته وفضله أكثر من أن يحصى. وكانت وفاته يوم الخامس من شهر رمضان من السنة المذكورة بزبيد. وقبره في