للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة المذكورة حصل في قرية موزع ونواحيها رجفات متتابعة نحوا من أربعين رجفة في يوم واحد وذلك في جمادى الأولى أو الأخرى. أخبرني بذلك الفقيه أبو بكر بن سليمان الأصابي عن مشاهدة لا عن رواية غيره والله أعلم.

وفي سنة سبع وتسعين وسبعمائة تقدم الوزير من محروسة زبيد إلى باب السلطان مصحوب السلامة فقابله السلطان بالقبول فأمر السلطان على كافة العسكر أن يخرجوا في لقائه وخرج في لقائه أيضاً مولانا الملك الناصر إكراماً له وإعظاماً. فلما وصل إلى الباب الشريف قابله السلطان مقابلة جيدة وكساه كسوة سنية وقاد له بغلة بزنار وأعطاه خمسة آلاف دينار. وعزم السلطان على النزول إلى تهامة فكان خروجه من تعز يوم العاشر من المحرم ودخوله زبيد يوم الاثنين الرابع عشر منه.

فلما استقر السلطان في زبيد أَمر الوزير بالتقدم لجباية الأموال بالجهات الشامية فبينما هو يتجهز لذلك إذ وصل العلم بقتل الأمير بهاء الدين اللطيفي وكان الذي قتله أهل الجثا في حدود حرض. وكان قتله ليلة الأربعاء السادس عشر من المحرم ووصل علم قتله إلى زبيد يوم السبت التاسع عشر فتقدم الوزير يوم الأحد العشرين من الشهر المذكور. واستر عوضه الأمير فخر الدين أبو بكر بن بهارد النسبلي واستمر الأمير علم الدين سنجر في القحمة عوضاً عن ابن السنبلي. وأقام الوزير في الكدراء أياماً يقرر أحوال الرعية هنالك. ثم أرسل في يوم من الأيام جماعة من الديوان إلى بعض جهات الرماة فامتنعوا عن الوصول وبطشوا بالديوان فرجع الديوان واخبروا بامتناعهم فامر الوزير جماعة من العسكر بالغارة عليهم فخرجوا نحوهم وكان مقدمهم الأمير سيف الدين قيسون وتبعه الأمير فخر الدين أبو بكر السنبلي فأوقعوا بالعرب فقتلوا منهم بعضاً وثلاثين رجلاً من مشاهيرهم ونبهوهم نهباً شديداً لأن العسكر بغتتهم وهم على غير أهبة واحتز من القتلى نحو من سبعة عشر أو ثمانية عشر رأساً وأسر مهم أربعة أنفار من أكابرهم. ثم وصلت رسلهم إلى الوزير يطلبون الذمة ويتحرجون عما يجب عليهم من الواجبات السلطانية فأجاب الوزير إلى ذلك وأطلق الأسارى وكساهم وحلفهم على حسن

<<  <  ج: ص:  >  >>