للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وما عليها من الحمل والركبان. فحقق الذين هلكوا من الآدميين فكانوا تسعة عشر نفساً ما بين صغير وكبير ورجل وامرأة. ومن جملة من سال به السيل سليمان الخنبوق أحد الجمالة المتكررين في تلك الطريق. وكان ثقة حسن السيرة رحمه الله تعالى. وقيل أن الذين هلكوا نحو من خمسة وعشرين نفساً والله أعلم.

قال علي بن الحسن الخزرجي وأخبرني الأمير نجم الدين محمد بن إبراهيم الشرف عمن أخبره ممن حضر القضية إنه كان وصول السيل وانقطاعه عنا في سويعة يسيرة. ثم انقطع السيل وكأَنه لم يكن وقد هلك من هلك وسلم من سلم قال وكان الأمر فيما بين صلاتي الظهر والعصر والله أعلم.

وفي يوم الخميس الخامس عشر من الشهر المذكور ارتفع السلطان من البحر إلى النخل ثم ارتفع يوم الجمعة. وكان دخوله زبيد يوم السبت السابع عشر من الشهر المذكور.

وفي ذلك اليوم دخل الصندوق زبيد وارتفع رسم النخل فأقام السلطان في زبيد إلى يوم العشرين من الشهر المذكور.

ثم جرَّد عسكراً لأهل الحنكة خيلاً ورجلاً فأَوقعوا بأهل الحنكة وقتلوا منهم جماعة ونهبوا القرية وظن أهل القرية إن السلطان داهمهم فولوا هاربين. فلما ظهر لهم إنها جريدة من العسكر عطفوا على العسكر. ولزموا الطرق فقتل من الغز جماعة. ومن الرجل آخرين. فعزم على غزوهم والمحطة عليهم فلم يساعده الوقت لكثرة الأمطار والرياح الشديدة فتقدم إلى تعز صبح يوم الاثنين السادس والعشرين من الشهر المذكور فأقام في حيس أياماً ثم تقدم إلى تعز فدخلها يوم الثلاثاء الرابع من ذي الحجة.

قال علي بن الحسن الخزرجي ومما ظهر في هذه السنة من العجائب إن راعياً من رعاة الغنم خرج يرعى غنمه في ناحية صنعاء في جبل يقال له مدبج. فبينما الغنم ترعى إذ نفرت منهن شاة فنزلت في حيد هنالك وهي تتبع الحشيش من مكان إلى مكان ذلك الحيد حتى بعدت عن الغنم على نحو من أربعين قامة فنزل بعدها

<<  <  ج: ص:  >  >>