أبي بكر السودي وكان يلقب مخلص الدين وهو وزير مولانا السلطان. يا شيخ ذكري تكون من اكبر الجند وتركب على هجين وحق رأس مولانا السلطان لأركبن بغلة فخر الدين أن انعم الله بها على مولانا السلطان. قال له: قد انعم الله بها عليه. قال: فسوف نرى وكان جملة عسكر مولانا السلطان مائة وخمسين فارساً وألفي راجل وكان فخر الدين في ستمائة من المماليك وألف راجل ولما صار السلطان في أثناءِ الطريق لقيه بزوال من قال له هذا فخر الدين في الجم الغفير على عدوة الوادي قال فنهنه العسكر فركب السلطان حصاناً شديداً أشقر وأخذ قناة في يده. وكان فارساً حسناً فعطف رأُس حصانه وقال يا عرب أين تفرون عنا. أما ترضون أنفسنا بأنفسكم ثم جعل يقول أنا يوسف. قال: فوا الله لقد رأَيتكم في عسكر يتزايد إلى الإقدام كما يتزايد البحر.
ولما علم الأمير فخر الدين ومن معه من المماليك بمسير السلطان الملك المظفر نحوهم اضطربوا اضطراباً شديداً وعزم فخر الدين على طلوع الجبل واللحاق بأخيه إلى صنعاءَ فاجتمع رؤساء المماليك وأعيانهم الذين لا ذنب لهم وهم الأكثر وكتبوا إلى مولانا السلطان كتاباً يطلبون فيه الذمة فأذمَّ لهم السلطان على أن يلزموا الأمير فخر الدين والجماعة الذين قتلوا فأجابوا على ذلك ولزموا الأمير فخر الدين وهو في خيمته وقطعوا طنباً من إطنابه وكتفوه به وساروا بأجمعهم إلى السلطان بعد أن لزموا الجماعة الذين قتلوا السلطان هذه رواية الجندي وقال صاحب العقد الثمين كان السبب في لزمه أن فخر الدين لما علم بمسير مولانا السلطان نحوه كاتبه وراسله وبذل له الطاعة وتسليم المماليك وهو يقول: لا تجمعوا علينا بين قتل أبينا وإخراج الملك من أيدينا فامتثلوا أمره واستمعوا قوله وقيدوا فخر الدين وساروا به إليه.