حال. واكمل سيرة إلى أن توفي قبل أبيه يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة من سنة اثنين وأربعين وستمائة والله أعلم.
وفي سنة خمس وخمسين وقع قحط عظيم فارتفع سعر الطعام ارتفاعاً كليّاً في صنعاء وصعدة والطاهر ومات كثير من الناس جوعاً. وأقام ستة اشهر فأكل كل الناس الكلاب والسباع.
وفي هذه السنة اجتمع علماء الزيدية وفيهم الشيخ محمد بن أحمد بن الرصاص فعابوا على الإمام أحمد بن الحسين أشياء من سيرته وطعنوا عليه وأنكروا أفعاله إنكاراً عظيماً فأمر بإخافتهم فلحقوا بالمعازب. وقيل خرجوا من جوب على وجه الغضب إلى بلاد صفي الدين فأرسل الإمام إليهم الحسن بن وهاس ليسمع ما عابوا عليه فقال له خواصه لا ترسله إليهم فانهم يستميلونه فخالفهم وإرساله. فلما وصل إليهم ناظروه فاستمالوه وصار واحداً منهم فاجتمعت كلمتهم وصار رأسهم فكاتبهم الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام يطلب منهم الاتفاق على حرب الإمام فأجابوه إلى ذلك فسرَّ سروراً عظيماً وخرج من صنعاء وطلعوا إليه من المعازب فاجتمعوا بالبون وصارت كلمتهم واحدة واجمعوا على قتاله بعد أن سألوه المناظرة فيما عابوه من سيرته. فكتب الأمير شمس الدين إلى مولانا السلطان يعلمه بميل الشيعة عن الإمام واستمده بمال فأَرسل إليه بمائة ألف درهم مع الشريف علم الدين حمزة بن الحسن فوافاهم بالمال قبل الوقعة بساعة فكانت الكاشات مطروحة بين الخيام حتى كان ما كان.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الإمام البارع عبد الله بن محمد بن قاسم ابن محمد بن أحمد بن حسان الخزرجي الأنصاري وكان فقيهاً صالحاً تفقه بمحمد بن حسين الأصابي وأخذ عنه شرح اللمع لموسى بن أحمد بن يوسف الأصابي كما أخذه عن مصنفه. وأخذ عن الشيخ نطال بن أحمد بن علي السرددي ودرس بذي هريم في