وأبو بكر رضي الله عنه يكثر الالتفات حذراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صلى الله عليه وسلم لا يلتفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله هذا سراقة بن مالك قد رهقنا.
فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت يدا فرسه في الأرض فقال: رميت، إن الذي أصابني بدعائكما، فادعوا الله لي، ولكما علي أن أرد الناس عنكما، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلق، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتاباً، فكتب له أبو بكر في أدم، ورجع يقول للناس: قد كفيتم ما ههنا.
وقد جاء مسلماً عام حجة الوداع ودفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي كتبه له، فوفى له رسول الله صلى الله عليه وسلم بما وعده وهو لذلك أهل.
ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره ذلك بخيمة أم معبد فقال عندها، ورأت من آيات نبوته في الشاة وحلبها لبناً كثيراً في سنة مجدبة ما بهر العقول، صلى الله عليه وسلم.