فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيرهم إليه أمر المسلمين بحفر خندق يحول بين المشركين وبين المدينة، وكان ذلك بإشارة سلمان الفارسي رضي الله عنه، فعمل المسلمون فيه مبادرين هجوم الكفار عليهم، وكانت في حفره آيات مفصلة يطول شرحها، وأعلام نبوة قد تواتر خبرها، فلما كمل قدم المشركون، فنزلوا حول المدينة كما قال تعالى:{إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} .
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحصن بالخندق وهو في ثلاثة آلاف على الصحيح من أهل المدينة.
وزعم ابن إسحاق أنه إنما كان في سبعمائة.
وهذا غلط من غزوة أحد، والله تعالى أعلم.
فجعلوا ظهورهم إلى سلع.
وأمر صلى الله عليه وسلم بالنساء والذراري، فجعلوا في آطام المدينة، واستخلف عليها ابن أم مكتوم رضي الله عنه.
وانطلق حيي بن أخطب النضري إلى بني قريظة، فاجتمع بكعب بن أسد رئيسهم، فلم يزل به حتى نقض العهد الذي كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافق كعب المشركين على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسروا بذلك.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدين: ابن معاذ، وابن عبادة، وخوات بن جبير، وعبد الله بن رواحة، ليعرفوا له هل نقض بنو قريظة العهد أو لا، فلما