محصورة في حزب التحرير بل إن قول الكاتب:[إن الغرباء الذين لهم طوبى هم أعضاء الطائفة أو الحزب الذي نوهنا به والذي جاء ذكره في العديد من الأحاديث] ص٥٨.
إن هذا الكلام من أكذب الكذب، ومن التأويل الباطل لكلام سيد المرسلين، وتعدٍ سافرٍ على سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وتعدٍ على أمة الإسلام المنتشرة في أصقاع الأرض، والتي تزيد على مليار مسلم، فلم يعدها شيئاً، وانتقاصٍ من قدْر الأفراد والجماعات العديدة التي تعمل جادة مخلصة ومجاهدة لنصرة الإسلام، فالكاتب لم يرَ هؤلاء المسلمين شيئاً ورأى فقط أتباع حزبه، الذين لا يكادون يعدون شيئاً، إلا كما تعد الشعرة الواحدة في جلد الثور الضخم!!!
وإن هذا الكلام الذي هذى به الكاتب، ما هو إلا نتيجة الكبر والغرور، والتعالي والتعصب الحزبي المقيت، وقصر النظر وسوء الظن بالأمة المسلمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إن الغرباء، هم المتمسكون بالسنة النبوية، على مرّ العصور والأيام. قال القرطبي: [إن قرنه - صلى الله عليه وسلم - إنما فُضِّل لأنهم كانوا غرباء في إيمانهم، لكثرة الكفار، وصبرهم على أذاهم، وتمسكهم بدينهم، وإن أواخر هذه الأمة، إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على طاعة ربهم، في حين ظهور الشر والفسق، والهرج والمعاصي والكبائر،