قُرَيْشٍ، قَالَ: فَاشلاهما، ثُمَّ اسْتَرَاحَ نَحْوَ هَذَا، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَبَا الْحَارِثِ عَفَاهُ اللَّه، لَوْ سَأَلَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ نَفْسِهِ لَقَالَ لَهُ.
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ: مَا تَقُولُ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ يَعْفِينِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: قُلْ، قَالَ: يَعْفِينِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَإِنِّي لا أَعْفِيكَ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ قَدْ رَأَيْنَا جَوْرًا، قَالَ: فَغَضِبَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَعْرَابِيُّ، وَقَالَ عَلَى سَاقَيْهِ يَقُولُونَ: اشْتَرَيْتَ جَارِيَةً بِكَذَا، وَاشْتَرَيْتَ غُلامًا بِكَذَا، وَتَنْسَوْنَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ مِنْ حَسَنَاتِنَا: الثُّغُورَ، وَالسَّبِيلَ، وَالْمَسَاجِدَ، أَوْ كَمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، إِنَّمَا تُرِيدُ أَنْ تَقُولَ قَدْ فَعَلْتُ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَ لِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَطَرِي فِي نَفْسِي أَكْثَرُ مِنْ هَذَا.
قَالَ: وَأُقِيمَتْ صَلاةُ الْعَصْرِ فَصَلَّى، فَلَمَّا سَلَّمَ تَنَاوَلْتُ نَعْلَيَّ، فَقَالَ لِي الرَّبِيعُ: كَمَا أَنْتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: قَدْ أَسْمَعْتُ أَمِيرَ الْمؤمنين، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتْفُلَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: كُفَّ عَنْهُ يَا ابْنَ الْفَاعِلَةِ، أَلا إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ، سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا أَرَدْتَ أَنْ تَبْلُغَ بِهِ هَذَا.
١٠٧ - سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْخُرَاسَانِيَّ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute