للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فلقد طعن كثير من المستشرقين والمنصّرين في الوحدة، وزعموا أن آيات القرآن لا يجمعها سياق وليس بينها وفاق، وأوصوا بإعادة ترتيب القرآن وفق أسباب نزوله تيسيرا للقارئ وإعانة له على فهم المعنى –على حسب زعمهم الباطل وفهمهم السقيم –

يقول المستشرق الفرنسي بلاشير (١) : " إن إعادة ترتيب السور الذي اقترحه [نولدكه] (٢) ينال هنا كامل الأهمية لأنه يلقي على المصحف أضواء مطمئنة ويرد وضع النصوص إلى آفاق سهلة الإدراك لكونها مقرونة إلى السياق التاريخي المعقول [يعني وفق نزولها] ٠ "

ويقول بلاشير أيضا: " ويتوصل القارئ الغربي إذ ذاك بمنطق لا تكلف فيه إلى الاقتناع بأن الحياة قد أعيدت للصحف فما عاد يظهر على شكل متتابع مصطنع وغير منتظم للنصوص بل على شكل سلسلة من الموضوعات عالجها محمد خلال عشرين عاما وفقا لمقتضيات دعوته ٠" ثم يقول في الموضوع نفسه " والمهم منذ تلك اللحظة أن يقبل قارئ القرآن بالانقياد وتدل التجربة فيما يبدو أن التقيد بالمراحل الزمنية للترتيب الذي اقترحه نولدكه وأخذ به بعض المترجمين يجعل قراءة المصحف سهلة بل ممتعة " (٣)


(١) - مستشرق فرنسي من أشهر كتبه تاريخ الأدب العربي وكتابه القرآن: نزوله تدوينه ترجمته وتأثيره -تراجع ترجمته في كتاب المستشرقون للأستاذ / نجيب العقيقي ١/٣٠٩:٣١٢ ط دار المعارف
(٢) - مستشرق ألماني ت١٩٣٠م له مؤلفات عديدة منها تاريخ النص القرآني -تراجع ترجمته في كتاب المستشرقون للأستاذ / نجيب العقيقي ٢/ ٣٧٩:٣٨٣
(٣) - القرآن: نزوله تدوينه ترجمته وتأثيره -لبلاشير ترجمة رضا سعادة ص٢٣:٤٤

<<  <   >  >>