للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كان من المناسب أن يسبق دعوة بني إسرائيل وهم أهل كتاب ومعرفة -قبل أن توجه إليهم الدعوة إلى الإيمان بالنبي الخاتم أن يسبق ذلك- تقديم جملة من الأدلة والبراهين الساطعة تمهيدا لدعوتهم وهم أهل كتاب إلى الإيمان بهذا النبي الخاتم، ولقد تقرر في الآيات السابقة بيان كون القرآن الكريم كتابا معجزا يتحدى الله به الناس جميعا، وأنه كتاب هداية إلى طريق الفلاح والسعادة في الدارين وأنه تضمن الدعوة إلى عبادة الله وحده وعمارة الكون والعمل لليوم الآخر، وأنه اشتمل على القول الفصل والحكمة البالغة والحق المبين في قصص السابقين من ذلك حديث الآيات عن قصة آدم عليه السلام والتي تعد برهانا ساطعا على أن القرآن من عند الله؛ إذ كيف لمحمد لو كان القرآن من عنده أن يعرف هذه القصة التي لا تعرف إلى عن طريق الوحي الإلهي؟ من هنا سبقت دعوة بني إسرائيل إلى الإيمان بالنبي الخاتم هذه الحجج والبراهين والحقائق التي لم ترد إلا في القرآن الكريم والتي كان من بينها الحديث عن آدم - عليه السلام -

لما ذكر تعالى نعمه على أبينا آدم - عليه السلام - حيث اصطفاه تعالى وكرمه وأسكنه الجنة مع زوجه حواء فلم يسلم من وسوسة الشيطان وعصى الله تعالى بأكله من الشجرة المحظورة، ثم تاب فتاب الله عليه وأخرج من الجنة بذنب واحد:ذكر تعالى نعمه على بني إسرائيل؛ حيث اصطفاهم وهداهم ونجاهم من فرعون وجنوده، فبدلوا نعمة الله كفرا واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير وعتوا عن أمر ربهم وتمادوا في التمرد والعصيان ...

<<  <   >  >>