للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال ابن جزي الكلبي في تفسيره: " لما قدم دعوة الناس عموما وذكر مبدأهم: دعا بني إسرائيل خصوصا وهم اليهود وجرى الكلام معهم من هنا إلى حزب سيقول السفهاء فتارة يدعوهم بالملاطفة وذكر الإنعام عليهم وعلى آبائهم وتارة بالتخويف (١)

كذلك لما تحدثت السورة الكريمة عن القرآن الكريم باعتبار إعجازه ناسب ذلك الحديث عن بعض من وجوه الإعجاز ومنها القصص القرآني فذكرت قصة آدم وبعدها قصة بني إسرائيل.

قال الإمام البيضاوي " واعلم أنه سبحانه وتعالى لما ذكر دلائل التوحيد والنبوة والمعاد وعقبها تعداد النعم العامة تقريرا لها وتأكيدا فإنها من حيث إنها حوادث محكمة تدل على محدث حكيم له الخلق والأمر وحده لا شريك له ومن حيث إن الإخبار بها على ما هو مثبت في الكتب السابقة ممن لم يتعلمها ولم يمارس شيئا منها إخبار بالغيب معجز يدل على نبوة المخبر عنها ومن حيث اشتمالها على خلق الإنسان وأصوله وما هو أعظم من ذلك تدل على أنه قادر على الإعادة كما كان قادرا على الإبداء خاطب أهل العلم والكتاب منهم وأمرهم أن يذكروا نعم الله تعالى عليهم ويوفوا بعهده في اتباع الحق واقتفاء الحجج ليكونوا أول من آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وما أنزل عليه فقال {يا بني إسرائيل} . " (٢)

المناسبة بين قصة آدم وقصة بني إسرائيل:


(١) - تفسير ابن جزي ١/ ٢٥
(٢) - تفسير البيضاوي ص: ٣٠٧..

<<  <   >  >>