للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويربط الشيخ بين قصة ثمود مع نبي الله صالح عليه السلام وبين القصة السابقة قصة نبي الله داود وابنه سليمان عليهما السلام فيقول: [قوله {ولقد أرسلنا إلى ثمود.} الخ معطوف على قوله {ولقد آتينا داود وسليمان} واللام هي الموطئة للقسم وهذه القصة من جملة بيان قوله (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) ] (١) .

وفي تفسيره لسورة العنكبوت يبرز الصلة بين قصة نوح عليه السلام وبين مقدمة السورة فيقول: [أجمل سبحانه قصة نوح تصديقا لقوله في أول السورة {ولقد فتنا الذين من قبلهم} وفيه تثبيت للنبي صلى الله عليه واله وسلم كأنه قيل له إن نوحا لبث ألف سنة إلا خمسين عاما يدعو قومه ولم يؤمن منهم إلا قليل فأنت أولى بالصبر لقلة مدة لبثك وكثرة عدد أمتك] (٢) .

التمهيد والتوطئة:

من ذلك التمهيد والتوطئة لما يرد من قصص يقول الشوكاني في تفسيره لسورة النمل: [ثم مهد سبحانه مقدمة نافعة لما سيذكره بعد ذلك من الأخبار العجيبة فقال {وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم} أى يلقى عليك فتلقاه وتأخذه من لدن كثير الحكمة والعلم] (٣)

والتمهيد والتوطئة لما يرد من أحكام الشرعية يقول الشوكاني في تفسيره لسورة الأحزاب:

[ثم ذكر سبحانه مثلا توطئة وتمهيدا لما يتعقبه من الأحكام القرآنية التي هي من الوحى الذي أمره الله باتباعه فقال {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} وقد اختلف في سبب نزول هذه الآية كما سيأتى وقيل هي مثل ضربه الله للمظاهر أى كما لا يكون للرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى يكون له أمان وكذلك لا يكون الدعى ابنا لرجلين وقيل كان الواحد من المنافقين يقول لى قلب يأمرني بكذا وقلب بكذا فنزلت الآية لرد النفاق وبيان أنه لا يجتمع مع الإسلام كما لا يجتمع قلبان ... ] (٤)


(١) - نفسه ٤ / ١٤٢
(٢) - نفسه ٤ /١٩٦
(٣) - نفسه ٤/١٢٦
(٤) - نفسه ٤/ ٢٦٠..

<<  <   >  >>