للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثلاث عشرة فيكون بضمّ صلاة الصبح لكونها نهارية إلى ما بعدها] (٢٠٧) .

يتبين من هذا الكلام النفيس أن [أكثر ما كان يصليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الليل في رمضان وغيره هو إحدى عشرة ركعة، فالرواية دلت على الحصر، لكنها لم تتعرض لركعتي الفجر، وتعرضت لها في الرواية الثانية، كذلك في الرواية الثالثة، وبهذا يجمع بين الروايات، والله أعلم] (٢٠٨) فالتراويح مُقيَّدة بالنصِّ - كما ترى - في هيئتها وفي وقتها، أما عدد ركعاتها فمع كون غالب صلاة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ليلاً إحدى عشرة ركعة، فإن فهم السلف وعملهم دلّ على أن الأمر فيه سعة، وأنه لا حدّ لأكثرها، وذلك عملاً بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى» (٢٠٩) ، حيث إنه بيان للكيفية، وأنه يسلّم من كل ثِنْتين كما سبق بيانه.

والحاصل في ذلك: أن المراد بقيام رمضان: صلاة التراويح، فيحصل بها المطلوب من القيام يقيناً، لكن


(٢٠٧) انظر: الفتح لابن حجر (٣/٢٦) ، ينقله عن الإمام القرطبي رحمه الله.
(٢٠٨) انظر: الفتح (٣/٢٦) أيضاً.
(٢٠٩) تقدم تخريجه بالهامش ذي الرقم (١٩٠) .

<<  <   >  >>