الأواخر، ولا يُجزم بكونها ليلة منها بعينها (٢٤٠) ، وذلك عملاً بمجموع صحيح الأحاديث الواردة في ذلك، مع كون ليلة السابع والعشرين هي أرجى أوتار العشر، والله أعلم.
السابع: علامات ليلة القدر.
إن من عظيم رحمة الله تعالى بهذه الأمة، أن اختصها بهذه الليلة المباركة، ثم جعل لها أمارات تعرفها بها، وتكون علامة على صدق نبيِّهم صلى الله عليه وسلم، وسبيلَ استبشارٍ لهم بمضاعفة الأجر بما يبلغ - بحمد الله - عبادة عُمُرٍ بأكمله. هذه العلامات قد تكون عامة يدركها عموم الأمة، أو مختصّة بخُلَّص العباد المُوفَّقين لرؤيتها، وسأعرض في هذا المبحث للعلامات العامة، ثم أستدل لها، وأدّخر ما يكون من علامات مختصة - بمن وُفّقت له ليلة القدر فرأى من الخوارق ما شاء الله له أن يرى - إلى مبحث رؤية الليلة إن شاء الله. ويشار هنا إلى أن من علاماتها
(٢٤٠) قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (وقد حكي عن مالك رحمه الله أن جميع ليالي العشر في تَطَلُّب ليلة القدر على السواء، لا يترجح منها ليلة على أخرى، رأيتُه في شرح الرافعي رحمه الله. اهـ) . انظر: تفسير القرآن العظيم ص ١٨٦٢. ... وشرح الرافعي هو (الشرح الكبير) شَرَح به كتابَ «الوجيز» للإمام الغزالي، و «الوجيز» هو مختصر لكتاب شيخ العزالي الإمام الجويني: (نهاية المطلب) ، حيث اختصره الإمام الغزاليُّ ثلاثةً: سمى الأول «البسيط» ، والثاني: «الوسيط» ، ثم: «الوجيز» ، ويذكر - للفائدة - أن مسمى كتاب الرافعي هو: (فتح العزيز في شرح الوجيز) ، المشتهر بالشرح الكبير، أو شرح الرافعي.