مناقشة أدلة كل فريق وما احتج به
النظر في أدلة القول الأول:
١) حديث وائل بن حجر ـ رضي الله عنه ـ، وقد جاء على وجوه:
الأول: ما أخرجه أبو داود (٨٣٨) ، والترمذي (٢٦٨) ، والنسائي (١٠٨٩) ، وفي الكبرى (٦٧٦) ، وابن خزيمة (٦٢٦) ، وابن حبان (١٩١٢) ، والدارمي (١٣٢٠) ، والحاكم (٨٢٢) ، والدارقطني (١/٣٤٤) ، والطبراني (٢٢/٣٩) ، والبيهقي (٢٤٦٠) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١/٢٥٤) ، ومعجم المحدثين (١/٢١٨) ، وابن الجوزي في التحقيق (١/٣٨٨)
والحازمي في الاعتبار (١/١٦٠) .
جميعا من طرق عن شريك بن عبد الله النخعي، عن عاصم، عن أبيه، عن وائل ـ رضي الله عنه ـ قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد يضع ركبتيه قبل يديه)) .
قال الترمذي: حسن غريب لا نعرف أحدا رواه مثل هذا عن شريك.
قال البغوي: ((حديث حسن)) .
قال الدارقطني: ((تفرد به يزيد، عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما ينفرد به)) .
قال البيهقي: ((إسناده ضعيف)) ، وقال أيضا: ((يعد من أفراد شريك القاضي وإنما تابعه همام من هذا الوجه مرسلا)) .
وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (٢/٦٩،٦٨) : ((حديث غريب)) .
وضعفه أيضا الشيخ الألباني رحمه الله وبحثه في السلسلة الضعيفة (٩٢٩) ، وضعفه الشيخ أبو إسحاق ـ حفظه الله ـ كما في بحثه الذي سنذكر بعضه بإذن الله.
وإذا نظرت إلى كلام العلماء في هذا الحديث تجده محصورا في أمرين:
الأول: هو تفرد شريك النخعي.
الثاني: المخالفة.
فالعلة الأولى في هذا الحديث هي التفرد: