تعتري الإنسان في هذه الدنيا هموم وغموم وكرب ومصائب؛ يحتاج فيها إلى الأخ المعين والصديق المخلص، والموفق من سخره الله - عز وجل - في خدمة إخوانه وكشف كربهم ورفع ما نزل بهم.
ولا يظن أن تفريج الكرب والإحسان إلى الناس خاص بأصحاب المال والجدة والجاه والحسب والنسب، فكل لديه هموم وعنده من الغموم.
بعض الأغنياء والموسرين وعلية القوم لديهم من الهموم أكثر من الفقراء، وعندهم كرب في أنفسهم وأولادهم وأعمالهم تحتاج إلى تنفيس.
وإحسان الإنسان هو من فضل الله الذي أحسن إلينا؛ فقد أحسن الله إليك بالمال فأنفق، وأحسن إليك بجاه فاشفع، وأحسن إليك بالعمل فابذل، وأحسن إليك ببسطة في الجسم فأعن .. وأبواب الإحسان كثيرة متعددة.
والمؤمن لا يخرج من بيته إلا وهو ينوي فعل الخير والإحسان إلى الخلق (١).
وفي هذا الكتيب جملة من أعمال البر والإحسان؛ أسأل الله أن يجعلنا من المحسنين.
(١) قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: (النية المجردة عن العمل يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه، ومن نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجر عامل).