للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يصنع؟ ).

فخرج أبو بكر من أطراف المدينة، وتبعه عمر، فإذا بأبي بكر يدخل بيت شعر قديم، يكاد أن يسقط من البلى على رءوس أصحابه.

ادَّرع عمر خلف صخرة ساعة من نهار، فإذا بأبي بكر يخرج من البيت ليتبعه عمر فيدخل فيه، فإذ به يجد امرأة عجوزًا هرمة مقعدة عمياء، فقال لها: من أنت؟ ومن هذا الرجل الذي يأتيك؟

قالت: أنا أمة من إماء الله، وهذا رجل من المسلمين يأتيني كل صباح، يقم بيتي، ويعجن عجيني، ويحلب شاتي، ويقوم على مصلحتي، ويدفع عني الأذى، ويذهب والله لا أعرفه، والله .. إنه لخير من أبي بكر خليفة رسول الله!

عند ذلك ضرب عمر كفًّا بكفٍ، وقال: أتعبت الخلفاء بعدك يا أبا بكر! من يطيق ما تطيق؟ من يستطيع أن ينافسك في خير؟ أو يسابقك إلى قربى؟ أو يمشي أمامك إلى طاعة؟

من لي بمثل سيرك المدلل

تمشي رويدًا وتجيء في الأول

فتبارك من أعطاك هذه الهمة! وأوصلك هذه القمة! وعلى الطريق سار عمر، وهل يضل من قائده الشمس ورائده القمر؟ !

فاقرأ -رعاك مولاك- هذا الخبر!

كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة - رضي الله عنه - بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليه طلحة

<<  <   >  >>