للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونفع الناس والسعي في كشف كروبهم من صفات الأنبياء والرسل، فالكريم يوسف - عليه السلام - مع ما فعله إخوته من الإضرار به وإلقائه في البئر، إلا أنه أحسن إليهم وجهزهم بجهازهم، ولم يبخسهم شيئًا منه.

وموسى كليم الله - عليه السلام - لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين، أحسن إليهما فرفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتى رويت أغنامهما.

وخديجة رضي الله عنها تقول في وصف النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -: (إنك لتصل الرحم وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) [رواه البخاري]، وأشرف الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا سئل عن حاجة لم يرد السائل عن حاجته، يقول جابر - رضي الله عنه -: ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط فقال: لا، [رواه البخاري في الأدب المفرد].

نبلاء الإسلام وأعلام الأمة شأنهم قضاء الحوائج، يقول ابن القيم رحمه الله عن ابن تيمية: (كان شيخ الإسلام يسعى سعيًا شديدًا لقضاء حوائج الناس).

بهذا جاء الدين: علم وعمل، عبادة ومعاملة.

بل والإحسان يمتد إلى الحيوان، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن امرأة بغيًّا، رأت كلبًا في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها فغفر لها» [رواه مسلم].

وعلى عكس ذلك ها هي امرأة تعدت وظلمت: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عذبت امرأة في هرة

<<  <   >  >>