شاب في مقتبل العمر، أنعم الله عليه بالصحة والعافية، وكان والده ثريًا موسر الحال، يملك الدور والقصور، ولديه شركات تجارية ناجحة، فنشأ في بيت مدلل، لا يرد له طلب، لكنه -مع الأسف- لاه ساه غافل، لا يعرف الصلاة إلا بين الحين والآخر، ولما شب عن الطوق تخاطفه رفقاء السوء ... منهم من يحبه لجرأته في التحدث عن علاقاته العاطفية، ومنهم من يخطب وده للمال الذي ينفقه! لم يفكر يومًا أن هذا المال بهذه الحياة هو طريق إلى النار والعياذ بالله!
في مطلع كل صيف يسافر شهورًا طويلة، ولا تسل عما يفعل من المعاصي! بل هل هو ترك امرًا لم يعص الله عز وجل فيه؟ ! لقد كان هذا المال معينًا له على الفساد والانحلال!
ومرت السنوات وهو على هذه الحال، حتى قارب عمره الخامسة والعشرين؛ وكانت الإجازة الصيفية على الأبواب وقد رتب أمر السفر، واستعد للفساد والإفساد بكل ما أوتي من قوة وحيلة، ومال وجاه، وصحة ونشاط! لكن الله عز وجل لطيفًا بعباده أمهله على كثرة ذنوبه، وأمد في أجله مع مبارزته له بالمعاصي لطف به حتى كان ذاك اليوم وتلك الليلة، ساق الله له الخير سوقًا، وأنقذه من جهله وغفلته، فإذا الخير يقدم مع سيارة مسرعة لتلقي بسيارته خارج الطريق ويمضي في السيارة قرابة الساعتين في غيبوبة