ليس الغرض من سياق هذه القصة إدخال الحزن على قلبك أيها القارئ، إنما الغرض منها تذكيرك بنعم الله عليك ... إنك تشرب الماء متى تشاء، وبالقدر الذي تريد، لا يمنعك من ذلك الشيء .. ثم إنك تتخلص منه ولا تفكر كيف خلصك الله تعالى منه، بينما حبس خروجه من الآخرين ..
عجبت لك يا ابن آدم .. تشرب بدون حساب .. وتخرج بدون حساب .. فأين شكرك لمسدي هذه النعم؟ ! أتتمتع بكل هذه النعم، ثم تبخل أن تقابل الجميل بالعرفان؟ ! أتبخل على نفسك بالذلة والطاعة بين يديه تعالى؟ !
إن أقل حق لهذه النعمة فقط (من بين بقية النعم) أن تكون صوامًا قوامًا مطيعًا لله ..
ولكن هناك فئة من البشر أنعم الله تعالى عليها بالنعم الجزيلة .. وهي تتمرغ في أوحال الرذائل والمعاصي.
تناسوا أن أنفاسهم في هذه الحياة معدودة ... وخطواتهم معدودة وبقاءهم في هذه الحياة بقدر معلوم، ولكل أجل كتاب.
أيها العاصي تذكر أن من أعدق عليك كل هذه النعمة قادر على سلبها منك فأدِّ حقها عليك.
إن من عبر هذه القصة: أن البلاء مهما طال ومهما عظُم فلابد للغيوم أن تنجلي، وكلما أحلولك الظلام واشتد فلابد أن