للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رحمة الله]

قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن العبد ليهم بالأمر في التجارة، والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فظل يتطير بقوله: سبني فلان، وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل» (١).

وقفة:

قال ابن القيم في صيد الخاطر: ليس المؤمن بالذي يؤدي فرائض العبادات صورة، ويتجنب المحظورات فحسب، إنما المؤمن هو الكامل الإيمان، لا يختلج في قلبه اعتراض ولا يساكن نفسه فيما يجري وسوسة وكلما اشتد البلاء عليه زاد إيمانه، وقوي تسليمه.

وقد يدعو فلا يرى للإجابة أثرًا، وسره لا يتغير لأنه يعلم أنه مملوك وله مالك يتصرف بمقتضى إرادته، فإن اختلج في قلبه اعتراض خرج من مقام العبودية إلى مقام المناظرة كما جرى لإبليس.

والإيمان القوي يبين أثره عند قوة البلاء فقد يرى مثل يحيى بن زكريا، يتسلط عليه فاجر، فيأمر بذبحه فيذبح وربما اختلج في الطبع أن يقول: فهل رد عنه من جعله نبيًا؟

وكذلك كل تسلط من الكفار على الأنبياء والمؤمنين وما وقع


(١) جامع العلوم والحكم ص ٢٢٨.

<<  <   >  >>