وما بالله -حاشا لله- أن يعذب المؤمنين بالابتلاء، وأن يؤذيهم بالفتنة، ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأماني، فهم في حاجة إلى إعداد خاص، لا يتم إلا بالمعاناة العملية للمشاق وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات، وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام .. وكذلك تفعل الشدائد بالجماعات فلا يبقى صامدًا إلا أصلبها عودًا، وأقواها طبيعة، وأشهدها اتصالاً بالله وثقة فيما عنده من الحسنيين: النصر أو الأجر.
وإن العبد المؤمن يرجو ألا يتعرض لبلاء الله وامتحانه ويتطلع إلى عافيته ورحمته فإذا أصابه بلاء بعد هذا صبر له، وهو مدرك لما وراءه من حكمة، واستسلم لمشيئة الله، واثقًا من حكمته إلى رحمته وعافيته بعد الابتلاء.