الشكر والدعاء، وصمت عن سماع البذاءة والإهانة، والتهديد وكلما فترت نفسي وتراخت همتي تذكرت صبر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما لاقاه من عنت قومه، وما أصابه من مشقة ونصب وعناء ... عندها تهون نفسي وتضيء معالمي سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ففي صبره منهاج دعوة، وطريق حياة ومعلم تربية.
وإن تكالب الضعف وتردت النفس سارعت إلى التضرع والدعاء بأن يجعلني الله من الدعاة وأن يثبتني على دينه.
وأقمت أمام عيني أنني ناصح، وليس من شروط النصيحة القبول. ولذا مع مرور الأيام وطنت نفسي وألزمتها الصبر، وجعلت زادي الاحتساب، وأنعم به من زاد.
ولم يكن الدعاء والشكر، بل وحتى الثناء يقدم أو يؤخر في نفسي شيئًا فأنا أنتظر الجزاء في ذلك اليوم العظيم ..
شاء الله أن أتنقل في أعمال كثيرة، وهذه أفادتني ولله الحمد في كثرة الزملاء وتنوعهم.
ولكن محطتي الأخيرة التي شاء الله أن أتوقف فيها، هي مستشفى طبي، وصرح حضاري، يعج بمختلف الجنسيات، وتجتمع فيه مختلف الديانات، فهذا مسلم، وذاك نصراني وآخر بوذي، وتنوع كهذا ألقى علي عبئًا كبيرًا وهمًا ثقيلاً، فمن رؤية الكفار