للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تبحث عن الهواء بحركات قوية ومتقطعة ..

اقتربت منها، وقد أحرقتني دموع الفراق ..

ودعوت الله وتضرعت إليه أن يخفف عنها ما أرى من شدة ...

أخرجت من الغرفة إلى الخارج .. وأنا لا أزال أتضرع وأبكي بين يدي الله تعالى أن ينهي هذه المأساة على خير، وإذا بالعصر يؤذن له ومعه رفعت دعائي للعلي العظيم، لابنتي الحبيبة ولكن صغيرتي في تلك اللحظة لم تكن في الطوارئ، بل نقلت إلى مستشفى أخرى دون أن أشعر بها ... وفي تلك اللحظة لحق بي أبي، وأمي، وحملاني إلى هناك حيث تعالج ابنتي السكرة والنزع ...

وما إن وصلت .. حتى ... فارقت الحياة .. ماتت ... ماتت ...

هذا ما قاله لي أخي عندما سألته كيف هي؟ فقال: ماتت ... قلت: أين هي؟ فأشار إلى حيث ترقد.

فدخلت عليها، فإذا بها ترقد في براءتها المعهودة، الحمد لله، ارتاحت من الألم ارتاحت من الغسيل المر، اقتربت منها فقبلتها ... اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها.

ودعت حبيبتي ... وداعًا ... وداعًا يا فلذة كبدي ... وداعًا يا ثمرة فؤادي.

عدت إلى البيت أخرجت ملابسها جميعًا من البيت ... نظرت إلى غرفة الأحزان .. غرفة الغسيل ... وهذه ألعابها مترامية وهذا

<<  <   >  >>