تتذكر حال نبي من الأنبياء الله وقد فقد ابنه! لقد فقد يعقوب -عليه السلام- ابنه سنوات طويلة، واستمر به الحزن حتى سقط حاجباه على عينيه، فكان يرفعهما بخرقة فقيل له: ما هذا؟ فقال: طول الزمن وكثرة الأحزان! حتى فرج الله شدته ورد إليه ابنه في خير حال وأحسن مآل.
وبعد سنوات من الفراق والحرمان، أراد الله أن يكون كلام والدها حقيقة واقعة، وأن يجمع الله بينها وبين صغيرها، فإذا بالابن رجلاً يقود السيارة، ويأتي ليقف بالباب، ويقبل رأس أمه لينسيها تلك الأيام الطويلة، ببر حسن وصلة مباركة، مع ما رزقه الله من صلاح وحسن سمت! وقالت له: يا بني تضرعت لك بالدعاء سنوات طويلة، حتى رحم الله ضعفي وجبري كسري، وجمعني وإياك فإذا بي أراك على أحسن حال، وأجمل صورة فالله لطيف بعباده! .
وفقة:
قال الحسن: كان منذ خروج يوسف من عند يعقوب عليهما السلام إلى يوم رجع ثمانون سنة، لم يفارق الحزن قلبه، ودموعه تجري على خديه، ولم يزل يبكي حتى ذهب بصره، وما على الأرض يومئذ أكرم على الله تعالى منه.