للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كسل كسول, فإن الله عز وجل قسم الأرزاق بعلمه وعدله, ولهذا كفر من قال: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} إنما هي منحة ربانية؛ ليبتلي عباده بها!

قالت مريم البصرية: ما أهتممت بالرزق ولا تعبت في طلبه منذ سمعت الله عز وجل يقول:

{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: ٢٢].

أخي المسلم:

إذا سُدَّ باب عنك من دون حاجةٍ ... فدعه لأخرى ينفتح لك بابُها

فإن قراب البطن يكفيك ملؤه ... ويكفيك سوآت الأمور اجتنابُها

ولاتك مبذالاً لعرضك واجتنب ... ركوب المعاصي يجتنبك تقلبُها (١)

وحذر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تكون الدنيا وطعامها هَمَّ المسلم وديدنه في ليله ونهاره, تشغله عن الطاعة, وتصرفه عن العبادة, قال - صلى الله عليه وسلم -: "من أصبح والدنيا أكبر همِّه, جعل الله فقره بين عينيه, وشتَّت عليه شمله, ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له, ومن أصبح والآخرة أكبر همه جعل الله غناه في قلبه, وجمع عليه شمله, وأتته الدنيا وهي راغمة, وكان الله بكل خير إليه أسرع" (٢).


(١) الإحياء ٣/ ٢٥٤.
(٢) رواه الترمذي وصححه الألباني.

<<  <   >  >>