للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال رضي الله عنه صلاح المعيشة من صلاح الدين, وصلاح الدين من صلاح العقل.

وقال: ليس من حُبِّك الدُّنيا التماسُك بما يصلحك منها (١).

وقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه موجِّهًا القرَّاء: يا معشر القرَّاء, استبقوا الخيرات, وابتغوا من فضل الله, ولا تكونوا عيالاً على الناس (٢).

ويحكى عن مبارك أبي عبدالله: أنه كان يعمل في بستان لمولاه, وأقام فيه زماناً, ثم أن مولاه صاحب البستان وكان أحد تُجار همذان جاءه يوماً, وقال له: يا مبارك, أريد رمانًا حلواً.

فمضى مبارك إلى بعض الشجر, وأحضر منها رمانا, فكسره مولاه, فوجده حامضاً, فحرد عليه, وقال: أطلب الحلو فتحضر لي الحامض! هات حلواً.

فمضى وقطع من شجرة أخرى, فلما كسره سيده وجده أيضاً حامضاً, فاشتد حرده عليه, وفعل ذلك مرة ثالثة, فذاقه, فوجد أيضا حامضاً, فقال له بعد ذلك:

أنت ما تعرف الحلو من الحامض؟

فقال: لا.

فقال: وكيف ذلك؟


(١) جامع بيان العلم وفضله ٢/ ١٥.
(٢) جامع بيان العلم وفضله ٢/ ١٥.

<<  <   >  >>