للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والكنز ورأس المال في هذه الدنيا, ما قاله علي بن الحسين: من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس (١).

نصيبك مما تجمع الدهر كله ... ردان تلوى فيهما وحنُوط

أخي المسلم:

الدراهم أربعة: درهم اكتُسِب بطاعة الله وأُخرج في حق الله, فذاك خير الدراهم, ودرهم اكتسب بمعصية الله, وأُخرج في معصية الله, فذاك شرُّ الدراهم, ودرهم اكتسب بأذى مسلم وأُخرج في أذى مسلم, فهو كذلك, ودرهم اكتسب بمُباح وأُنفق في شهوة مباحة, فذاك لا له ولا عليه.

هذا أصول الدراهم, ويتفرع أُخَر: منها درهم اكتسب بحق وأُنفق في باطل, ودرهم اكتسب بباطل وأنفق في حق, فإنفاقه كفارته, ودرهم اكتسب من شبهة فكفارته أن ينفق في طاعة. وكما يتلق الثواب والعقاب, والمدح والذم بإِخراج الدرهم, فكذلك يتعلق باكتسابه. وكذلك يسأل عن مستخرجه ومصروفه من أين اكتسبه, وفيم أنفقه؟ (٢).

قال ميمون بن مهران: لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام جزءاً من الحلال (٣).


(١) حلية الأولياء ٣/ ١٣٥.
(٢) الفوائد ص ٢٢٢.
(٣) الورع لإمام أحمد بن حنبل ص ٤٤.

<<  <   >  >>