رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة المزدلفة أن تدفع قبله وقبل حطمة الناس أي: أن تمضي قبل الزحام وكانت امرأة ثقيلة بطيئة فأذن لها، فخرجت قبل دفعة الناس وحبسنا حتى أصبحنا، فدفعنا بدفعه - صلى الله عليه وسلم - ولئن أكون أستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأذنته سودة فأكون أدفع قبل الناس أحب إلي من مفروح به.
وهذا الإذن ترخيص من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسودة لأنه كان من عادة الجاهليين قبل الإسلام أن يتقدم الأشراف على العامة.
فألغى الإسلام هذه العادة المفرقة وسوى بين الناس جميعًا لا فرق بين أمير وحقير أو سيد ومسود أو مولى وعبد.
وما جاء الإسلام إلا ليرسي دعائم العدل، وليرفع عن المجتمع العربي (القبلي الجاهلي) وغيره من المجتمعات كابوس الظلامة في التفرقة بين خلقه وعباده.
فالناس جميعًا كما قال - عليه الصلاة والسلام - سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض عن أسود إلا بالتقوى.
[المقسوم لها يوم خيبر]
ولقد قسم لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر من الفيء كما قسم لكل أزواجه فنالت من التمر ثمانين وسقًا ومن القمح عشرين، ولكنها - رضي الله عنها - لم تدخر ذلك .. ولم تخزنه ولم تجعله في بيتها بل فرقته على من يحتاجه قبل وصولها إلى حجرتها، وأيضًا روى محمد