للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشمس ولم يدركوا مغيبها .. وهل الإنسان إلا هكذا ميت بليل أو نهار، ينتظر الموت من أين يُقبل! !

إن توقفت أنفاسه نهاراً لم ير الليل وإن سكنت أطرافه بالليل أصبح محمولاً إلى القبر ..

ألا إنها أوقاتٌ محسوبة ولحظاتٌ مقسومة وأنفاس معدودة .. تمر مر السحاب، طوبى لمن عمل بها واستزاد من الخير وقدم ليوم المعاد.

* كان أبو مسلم الخولاني يقول .. لو رأيت الجنة عياناً ما كان عندي مستزاد، ولو رأيت النار عياناً ما كان عندي مستزاد (١)

وهذه المحافظة على الأوقات من علامات النفوس الكبيرة والهمم القوية ..

قال أبو النصر أباذي .. مراعاة الأوقات من علامات التيقظ (٢)

ومن أضاع أوقاته فيما لا فائدة منه فيرسم لنا حاله مورق العجلي بقوله .. يا ابن آدم تودى كل يوم برزقك وأنت تحزن، وينقص عمرك وأنت لا تحزن، تطلب ما يطغيك، وعندك ما يكفيك

وللمرء يوم ينقضي فيه عمره ... وموت وقبر ضيق يُولجُ (٣)


(١) صفة الصفوة ٤/ ٢١٣، والسير ٤/ ٩.
(٢) الزهد للبيهقي ١٩٧.
(٣) إرشاد العباد ٤٨.

<<  <   >  >>