أتاك حديث لا يُمل سماعه ... شهيٌ إلينا نثره ونظامه
إذا ذكرته النفس زال عناؤها ... وزال عن القلب المعنَّى ظلامه
إن صحبة الأخيار ومجالسة الصالحين وسماع أخبارهم تغرس في النفس حب الخير والرغبة في مجاراتهم والوصول إلى ما وصلوا إليه من الطاعة والعبادة.
فإن النفس تحتاج إلى تذكير وترغيب خاصة في زمن طول الأمل واللهث وراء الدنيا .. لنعتبر ونتأمل في قصة معروف الكرخي عندما أقام الصلاة فقال لرجل: تقدم فصل بنا, فقال الرجل: إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها.
فقال له معروف: وأنت تحدث نفسك أنك تصلي صلاة أخرى, نعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع خير العمل (١)
أخي الحبيب .. أين نحن من هؤلاء؟
إن الأمل باب التسويف ومدعاةٌ لضياع الوقت.
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه ... وأراه أسهل ما عليك يضيعُ
ومن حسن التربية تعويد الأبناء على الاستفادة من الأوقات وعمارها بما هو مفيد حتى يتعودوا على ذلك من الصغر قال عبد الله بن عبد الملك رحمه الله: كنا مع أبينا في موكبه فقال: سبحوا حتى تلك الشجرة, فُنسبح حتى نأتيها, فإذا رفعت لنا شجرة أخرى قال:
(١) جامع العلوم والحكم ٢٤٦، وحلية الأولياء ٨/ ٣٦٢.