للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العافية يومٌ لا أعصي الله تعالى فيه (١)

أخي المسلم ..

إن وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة, وهومادة حياته الإبدية في النعيم المقيم, ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم, وهو يمر مر السحاب, فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره, وغير ذلك ليس محسوباً من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم, فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة, وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة, فموت هذا خير له من حياته. (٢)

قال رجل من أهل داود الطائي قلت له يوماً يا أبا سليمان قد عرفت الرحم بيننا فأوصني قال: فدمعت عيناه, ثم قال لي: يا أخي إنما الليل والنهار مراحل تنزل بالناس مرحلة مرحلة, حتى تنتهي بهم ذلك إلى آخر سفرهم فإن استطعت أن تُقدم في كل ليل يوم مرحلة زاداً لما بين يديه فافعل, فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو والأمر أعجل من ذلك, فتزود لسفرك واقض ما أنت قاض من أمرك, فكأنك بالأمر قد بغتك, إني لأقول ذلك وما أعلم أحداً أشد تضييعاً مني لذلك, ثم قام (٣)

هاذي منازل أقوام عهدتهم ... في رغد عيش رغيب ماله خطر


(١) الإحياء ٢/ ٢٥١.
(٢) الجواب الكافي ١٨٤.
(٣) حلية الأولياء ٧/ ٣٤٥، وصفة الصفوة ٣/ ١٣٨.

<<  <   >  >>