للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأسباب البلاء من الفراغ

لقد هاج الفراغ عليك شغلاً

قال أبو بكر الكتاني .. كان رجل يحاسب نفسه, فحسب يوماً سنيه فوجدها ستين سنة, فحسب أيامها فوجدها واحداً وعشرين ألف يوم وخمسمائة يوم, فصرخ صرخةً وخر مغشياً عليه, فلما أفاق , قال ياويلتاه, أنا آتي ربي بواحد وعشرين ألف ذنب وخمسمائة ذنب؟ !

يقول هذا لو كان ذنب واحد في كل يوم؟ فكيف بذنوب كثيرة لا تحصى. ثم قال: آه عليَّ , عمرت دنياي وخربت أخراي, وعصيت مولاي, ثم لا أشتهي النقلة من العمران إلى الخراب؟ وكيف أشتهى النقلة إلى دار الكتاب والحساب والعتاب والعذاب بلا عمل ولا ثواب .. وأنشد:

منازل دنياك شيدتها ... وخربت دارك في الآخرة

أصبحت تكرهها للخراب ... وترغب في دارك العامرة (١)

أخي .. أين نحن من هؤلاء .. ؟ !

قال ابن السماك: أوصاني أخى داود الطائي بوصية: انظر لا يراك الله حيث نهاك وأن لا يفقدك من حيث أمرك، واستحيه في قربه وقدرته عليك (٢)


(١) العاقبة ٣١.
(٢) صفة الصفوة ٣/ ١٤٢.

<<  <   >  >>