للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها (١)

ولذا يجب على المسلم أن يحاسب نفسه في كل دقيقة ويأخذ بنصيب من قول مسروق .. إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر فيها ذنوبه فيستغفر منها (٢)

أخي الحبيب .. حالنا اليوم حال من اشتكى أمره إلى الحسن فقال: سبقنا القوم على خيلٍ دهم ونحن على حمر معقرة, فقال إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم. (٣)

قال الله جل وعلا {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} لم يجدوا للسؤال جوابا ..

فقد قطع الله الأعذار, حيث أعطى كل مكلف من العمر ما يتسع لعمل ما كلف به, ويذكره إذا غفل عنه, وبخاصة من عاش من العمر سنوات طويلة ففي هذا القدر من السنين ما يكفي لأن ينتبه الغافل, ويؤب الشارد, ويتوب العاصي ..

ما مضى من الدنيا أحلام .. كنائم رأى مسيرة حياته في لمح بصر ثم استيقظ .. ذهبت الأيام بآلامها وآمالها وأحلامها .. بشدتها وقسوتها .. ولكن بقي الحساب قال بلال بن سعد رحمه الله .. يقال لاحدنا تريد أن تموت؟ فيقول: لا , فيقال له: اعمل, فيقول: سوف أعمل , فلا يحب أن يموت ولا يحب أن يعمل, فيؤخر عمل الله


(١) الفوائد ٤٥.
(٢) الزهد للإمام أحمد ٤٨٥.
(٣) الفوائد ٥٧.

<<  <   >  >>