· التقى الخديوي إسماعيل في باريس مع السلطان العثماني عبد العزيز ١٢٨٤هـ/١٨٦٧م حينما لبَّيا دعوة الإمبراطور نابليون الثالث لحضور المعرض الفرنسي العام، وقد كانا يسيران في تيار الحضارة الغربية.
· ابتعث كل من رفاعة الطهطاوي إلى باريس وأقام فيها خمس سنوات ١٨٢٦ - ١٨٣١م وكذلك ابتعث خير الدين التونسي إليها وأقام فيها أربع سنوات ١٨٥٢ - ١٨٥٦م وقد عاد كل منهما محملاً بأفكار تدعو إلى تنظيم المجتمع على أساس علماني عقلاني.
· منذ ١٨٣٠م بدأ المبتعثون العائدون من أوروبا بترجمة كتب فولتير وروسو ومونتسكيو في محاولة منهم لنشر الفكر الأوروبي الذي ثار ضد الدين (*) الذي ظهر في القرن الثامن عشر (على النحو الذي فصلنا، في مادة العلمانية) .
· أنشأ كرومر كلية فيكتوريا بالإسكندرية لتربية جيل من أبناء الحكام والزعماء والوجهاء في محيط إنجليزي ليكونوا أداة المستقبل في نقل ونشر الحضارة الغربية.
- قال اللورد لويد (المندوب السامي البريطاني في مصر) حينما افتتح هذه الكلية سنة ١٩٣٦م: "كل هؤلاء لن يمضي عليهم وقت طويل حتى يتشبعوا بوجهة النظر البريطانية بفضل العشرة الوثيقة بين المعلمين والتلاميذ".
· كان نصارى الشام من أول من اتصل بالبعثات التبشيرية وبالإرساليات ومن المسارعين بتلقي الثقافة الفرنسية والإنجليزية، كما كانوا يشجعون العلمانية التحررية وذلك لعدم إحساسهم بالولاء تجاه الدولة العثمانية، فبالغوا من اظهار إعجابهم بالغرب ودعوا إلى الاقتداء به وتتبع طريقه، وقد ظهر ذلك جلياً في الصحف التي أسسوها وعملوا فيها.
· كان ناصيف اليازجي ١٨٠٠ - ١٨٧١م وابنه إبراهيم اليازجي ١٨٤٧-١٩٠٦م على صلة وثيقة بالإرساليات الأمريكية الإنجيلية.
· أسس بطرس البستاني ١٨١٩ - ١٨٨٣م في عام ١٨٦٣م مدرسة لتدريس اللغة العربية والعلوم الحديثة فكان بذلك أول نصراني يدعو إلى العروبة والوطنية إذ كان شعاره "حب الوطن من الإيمان"، كما أصدر صحيفة الجنان سنة ١٨٧٠م التي استمرت ستة عشرة سنة. وقد تولى منصب الترجمة في قنصلية أمريكا ببيروت مشاركاً في الترجمة البروتستانتية للتوراة (*) مع الأمريكيَيْن سميث وفانديك.
· أنشأ جورجي زيدان ١٨٦١ - ١٩١٤م مجلة الهلال في مصر وذلك في سنة ١٨٩٢م، وقد كان على صلة بالمبعوثين الأمريكان، كما كانت له سلسلة من القصص التاريخية التي حشاها بالافتراءات على الإسلام والمسلمين.