تعثر عملية التغريب في العالم الإسلامي ووسائل تقدمها وتطورها.
- إن بروتوكولات حكماء صهيون (*) التي ظهرت في العالم كله عام ١٩٠٢م ظلت ممنوعة من الدخول إلى الشرق الأوسط والعالم الإسلامي حتى عام ١٩٥٢م تقريباً أي إلى ما بعد قيام إسرائيل في قلب الأمة العربية والإسلامية. ولا شك بأن منعها كان خدمة لحركة التغريب عموماً.
- تصوير بعض الشخصيات الإسلامية في صور من الابتذال والعهر والمزاجية كما في كتب جورجي زيدان، وكذلك تلك الكتب التي تضيف الأساطير القديمة إلى التاريخ الإسلامي علىهامش السيرة لطه حسين والكتب التي تعتمد على المصادر غير الموثوقة مثل محمد رسول الحرية للشرقاوي وكتبه عن الخلفاء الراشدين والأئمة التسعة.
· الجذور الفكرية والعقائدية:
· لقد ارتدت الحملة الصليبية مهزومة بعد حطين، وفتح العثمانيون عاصمة الدولة البيزنطية ومقر كنيستهم (*) عام ١٤٥٣م واتخذوها عاصمة لهم وغيروا اسمها إلى اسلامبول أي دار الإسلام، كما أن جيوش العثمانيين قد وصلت أوروبا وهددت فيينا سنة ١٥٢٩م وقد ظل هذا التهديد قائماً حتى سنة ١٦٨٣م. وسبق ذلك كله سقوط الأندلس وجعلها مقراً للخلافة (*) الأموية، كل ذلك كان مدعاة للتفكير بالتغريب، والتبشير فرع منه، ليكون السلاح الذي يحطم العالم الإسلامي من داخله.
· إن التغريب هجمة نصرانية، صهيونية، استعمارية، (*) في آن واحد، التقت على هدف مشترك بينها وهو طبع العالم الإسلامي بالطابع الغربي تمهيداً لمحو الطابع المميز للشخصية الإسلامية.
· الانتشار ومواقع النفوذ:
· لقد استطاعت حركة (*) التغريب أن تتغلغل في كل بلاد العالم الإسلامي، وإلى كل البلاد المشرقية على أمل بسط بصمات الحضارة الغربية المادية (*) الحديثة على هذه البلاد وربطها بالغرب فكراً وسلوكاً.
· لقد تفاوت تأثير حركة التغريب إذ أنه قد ظهر بوضوح في مصر، وبلاد الشام، وتركيا، وأندونيسيا والمغرب العربي، وتتدرج بعد ذلك في البلاد الإسلامية الأقل فالأقل، ولم يخل بلد إسلامي أو مشرقي من آثار وبصمات هذه الحركة.