الجذور الفكرية والعقائدية:
إن الحركة الفكرية التي نشأت في عصر النهضة (*) الأوروبية هي الأساس في ظهور الإنسانية. وكان الوقود الذي أشعل هذه الحركة يحتوي على الفكر اليوناني الوثني (*) المعارض للفكر الديني، والآداب اليونانية واللاتينية ومن هنا كان شعار الإنسانية كلمة الفيلسوف اليوناني القديم "إن الإنسان مقياس للأشياء جميعها" فضلاً عن انغماس الإنسان بالمادة في بدايته، وحب اكتناز المال والثروات، والاستمتاع بالحياة الزائلة.
أماكن الانتشار:
انتشرت الإنسانية في أوروبا ثم عمت الغرب والشرق ومعظم سلبيات المدنية الغربية الحاضرة تعتبر ثمرة من ثمارها.
ويتضح مما سبق:
أن النزعة الإنسانية هي مذهب (*) فلسفي أدبي مادي لا ديني، يؤكد فردية الإنسان ضد الدين (*) ويغلب وجهة النظر المادية (*) الدنيوية وهو من أسس فلسفة (*) كونت الوضعية وفلسفة بتنام النفعية وكتابات برتراند راسل الإلحادية (*) ، وهذا يعني فشل هذا المذهب على الصعيد العقدي، أما فشله على الصعيد العملي الواقعي المؤثر بصورة ملموسة في أسلوب سلوك الفرد، فدليله أنه منَّى الإنسان بأمان كاذبة لم تتحقق على الإطلاق، ونسي أن طريق الخلاص لا يمكن أن يتم إلا من خلال خاتم الأديان. وهذا أمر ينبغي أن يتنبه له المسلم وهو يتعامل مع نتاج هذا المذهب حيث أن الإسلام قد كرم الإنسان، وتعاليمه كلها إنسانية (ولقد كرمنا بني آدم..) ؛ لكن بعض الناس يختار الكفر فيسلبه الله هذا التكريم (أولئك هم شر البرية) .
مراجع للتوسع:
- شيلر: من نوابغ الفكر الغربي، د. عثمان أمين.
- مجلة عالم الفكر، المجلد الثاني العدد الثالث ١٩٧٤م. مقال بعنوان الهيومانزم.
- الموسوعة الفلسفية المختصرة، ترجمة فؤاد كامل ورفاقه، دار القلم - بيروت.
- Studies in Humanism by F.C.S. Schiller, Macmillan, London, ٢nd ed. ١٩١٢.
- Humanism: Phillosophical Essays by F.C.S. Schiller, Macmillan. London ١٩١٢.
- Essay Concerning Human Understanding by J. Locke ed. r. Wilburn. London ١٩٤٧.
- History of Philosophy by F.C. Copleston Burns, London ١٩٤٧.
- History of Modern Philosophy by H. Hoffding, London ١٩٥٦.