للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتابعين وعلماء الأمصار وكان زاهدا يعد من الأبدال ولد سنة أربعين ومائتين ومات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ويقال إن السنة بالري ختمت به وأمر بدفن الأصول من كتب أبي زرعة وأبي حاتم ووقف من الكتب تصانيفه وكان وصيه ابن الدرستيني.

سمعت أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ يحكي عن علي بن الحسين الدرستيني القاضي أن أبا حاتم الرازي كان يعرف اسم الله الأعظم وظهر بابنه عبد الرحمن علة فاجتهد أن لا يدعو بذلك الاسم فإنه لا يسأل بذلك الاسم شيء من الدنيا وإنما يسئل به ما في الآخرة فلما اشتدت بعبد الرحمن العلة غلب عليه الحزن حتى دعا الله تعالى بذلك الاسم فشفاه الله عز وجل فرأى أبو حاتم في نومه أنه قيل له استجيب دعاءك ولكن لا يعقب ابنك لأنك دعوت بالاسم للدنيا فكان عبد الرحمن مع زوجته سبعين سنة فلم يرزق ولدا وقيل إنه ما مسها وكانت أمرأته في الصلاح.

مثله أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر فيما قرأت عليه قال أنبا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح أنبا أبو بكر محمد بن علي الخياط قال أنبأ أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الشافعي قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يونس ختن الليث الرازي بالري قال سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول دخلت دمشق على كتبة الحديث فمررت بحلقة قاسم الجوعي فرأيت نفرا جلوسا حوله وهو يتكلم عليهم فهالني منظرهم فسمعته يقول اغتنموا من أهل زمانكم خمسا منها إن حضرتم لم تعرفوا وإن غبتم لم تفتقدوا وإن شهدتم لم تشاوروا وإن قلتم شيئا لم يقبل قولكم وإن عملتم شيئا لم تعطوا به وأوصيكم بخمس أيضا وإن ظلمتم لم تظلموا وإن مدحتم لم تفرحوا وإن ذممتم لم تجزعوا وإن كذبتم فلا تغضبوا وإن خانوكم فلا تخونوا قال فجعلت هذا فائدتي من دمشق.

أخبرنا أبو مسلم هشام بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن الأخوة بأصبهان قال أنبا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي قال أنبأ أحمد بن النعمان قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل بن شهريار قال ثنا ابن أبي حاتم يعني

<<  <   >  >>