أخبرنا أحمد بن الحسن العاقولي قال انبا أبو منصور القزاز قال أنبأ أحمد ابن علي الخطيب قال في ترجمته كان فريد عصره وقريع دهره ونسيج وحده وإمام وقته انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والأمانة والثقة والعدالة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث وذكر كلاما قال ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء فان كتابه السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه لنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالإختلاف في الأحكام.
ثم قال الخطيب وحدثنا الأزهري أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ علوي من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: مسلم بن عبيد الله وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزبير بن بكار وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على العربية فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب ورغبوا في سماعه بقراءته فأجابهم إلى ذلك واجتمع في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والأدب والفضل فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة أو يظفروا منه بسقطة فلم يقدروا على ذلك حتى جعل مسلم يعجب ويقول له وعربية أيضا.
حدثنا أبو الوليد سليمان بن خلف الأندلسي قال سمعت أبا ذر الهروي يقول سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وسئل عن الدارقطني فقال ما رأى مثل نفسه.
وبالإسناد قال أنبأ الخطيب قال سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث وما رأيت حافظا ورد بغداد إلا مضى إليه وسلم إليه يعني سلم إليه التقدم في الحفظ وعلو المنزلة في العلم.
وبالإسناد أنبأ الخطيب قال ثنا الصوري قال سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ بمصر يقول أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة علي ابن المديني في وقته وموسى بن هارون في وقته وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.