للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدث عنه الأئمة والحفاظ أبو القاسم بن عساكر وأبو العلاء الحسن بن أحمد العطار وأبو سعد السمعاني وأبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر رحمه الله عليه في خلق كثير من شيوخنا.

أخبرنا محمد بن أحمد بن شافع قال حدثني أبي في كتابه قال توفي محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر البغدادي الدار الفارسي الأصل في ليلة الثلاثاء ثامن عشر شعبان من سنة خمسين وخمسمائة وصليت عليه يوم الثلاثاء المذكور إماما بوصية منه ثم صلى عليه ثانيا شيخنا عبد القادر الإمام وحضر الصلاة عليه خلق كثير وجم غفير وكثر التفجع لموته والترحم عليه ودفن بباب حرب قريبا من قبر الإمام يعني أحمد بن حنبل رضي الله عنه وكان مولده في ليلة السبت خامس عشر شعبان من سنة سبع وستين وأربعمائة ببغداد فيكون عمره ثلاثا وثمانين سنة ويومين وسمع الحديث في صباه من أبي القاسم ابن البسري وأبي طاهر ابن أبي الصقر وغيرهما من المسندين ثم نشأ هو واشتغل بالعلم وسمع بنفسه من أبي الغنائم بن أبي عثمان وأبي الحسين عاصم ومالك البانياسي وأبي الحسن الأقطع وأمثالهم قليلا ثم سمع بآخره من طراد بن محمد وابن البطر والنعالي وابن أيوب والحمامي وأمثالهم ومن بعدهم إلى آخر وقت وفاته علو الإسناد بصحبته أبا زكريا قإنه صحبه من بعد الثمانين إلى سنة اثنتيت وخمسمائة وقرأ وسمع عليه جل ما عنده من الكتب وانتفع به ثم اشتغل بعد ذلك بقراءة الكتب والأسانيد مع ما كان حصل له من قبل حتى صار في علم الرواية علما يشار إليه وصدرا يعول عليه تشد إليه الرحال ويطأ عقبة الرجال وينتهي إليه أكابر أهل العلم ويأتم بكلامه كل فاضل ومفضول شيخ وقته ونسيج وحده وفريد عصره علما وحفظا ودينا وثقة وأمانة ورواية ودراية ومقدما في أصناف العلوم ومتفننا في أجناسها صحب الشيخ أبا منصور المقريء وقرأ عليه القرآن والقراءات وصحب الشيحين أبا الوفاء وأبا الخطاب وقرأ وكتب وخرج واستملى وأملى وغلب عليه حتى صار علمه الذي انتهى فيه وذكرته لتفرده به ولكونه فاق فيه الناس وجمع من

<<  <   >  >>