للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الصالحة فمعروف في كلام العرب، ومنه قول الحطيئة (١):

كَيْفَ الهِجَاءُ وَمَا تَنْفَكُّ صَالِحةٌ ... مِنْ آلِ لَأْمٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ تَأْتِينِي

أي: خصلة طيبة.

وقول أبي العاص بن الربيع في زوجه زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢):

بِنْتُ الْأَمِينِ جَزَاهَا اللهُ صَالحةً ... وَكُلُّ بَعْلٍ سَيُثْنِي بِالَّذِي عَلِمَا

وسُئل أعرابي عن الحب ما هو؟ فقال (٣):

الحُبُّ مَشْغَلَةٌ عَنْ كُلِّ صَالِحَةٍ ... وَسَكْرَةُ الحُبِّ تَنْفِي سَكْرَةَ الْوَسَنِ

فالصالحة، والحسنة، والسيئة كأنها أسماء أجناس، ثنتان للخصلة الطيبة، وواحدة للخصلة الخبيثة.

وأصل السيئة (٤): (سيوِئَة) ووزنها بالميزان الصرفي: (فَيعِلَة) فـ (ياء) (الفَيعِلَة) زائدة، اجتمعت هي والواو التي في مكان العين؛ لأن أصلها من (سَوَأ) فمادة الكلمة: فاؤها سين، وعينها واو، ولامها همز (سَوَأ)، فقيل في السيئة: (سيوِئة) على وزن (فَيْعِلة) اجتمعت ياء (الفَيعِلة) الزائدة، والواو التي في محل العين سكنت إحداهما قبل الأخرى سكوناً غير عارض، فأُبدلت الواو ياء على القاعدة التصريفية المشهورة، فقيل: (سيئة) فالياء الأولى زائدة، والثانية مُبْدَلة من الواو التي في محل عَيْنِ الكَلِمَة (٥).


(١) البيت في شواهد الإنصاف ص ١٢٦، الدر المصون (١/ ٢١١).
(٢) البيت في طبقات ابن سعد (٨/ ٢١)، الاستيعاب (٤/ ٣١٢)، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (٢٩/ ٤٤)، أعلام النساء (٢/ ١١٠).
(٣) البيت في الأضواء (٤/ ٩).
(٤) انظر: معجم مفردات الإبدال والإعلال ص ١٤٦.
(٥) انظر: معجم مفردات الإبدال والإعلال في القرآن الكريم ص (١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>