للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي سبب نزولها أربعة أقوال أُخر معروفة عند العلماء.

قال بعض العلماء: ( ... ) (١) خاصة دون بعض، والذين قالوا هذا القول استدلوا بحديث سعد بن أبي وقاص عند أحمد وغيره قال سعد: لما قُتِلَ أخي عمير يوم بدر -لأن عمير بن أبي وقاص من شهداء بدر كانوا يقولون: إنه قتله عمرو بن عبد ود (٢) فكان أخوه سعد (رضي الله عنه) أصابه من قتل أخيه أمر عظيم، وحمل على الكفار وقتل سعيد بن العاص، وأخذ سيفه، وكان يسمى (ذو الكتيفة) قال: فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أعطنيه يا رسول الله، فقال: «لَيْسَ لِي وَلَا لَكَ فَاطْرَحْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ، وَاجْعَلْهُ فِي القَبَضِ» - يعني محل غنائم المسلمين- قال: فخرجت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سَلَبي. قال: ثم رجعت إليه فقلت: أعطنيه؟ فرفع لي صوته: «اطْرَحْهُ مِنْ حَيْثُ أَخَذْتَهُ»، إلى الثالثة، قال: فذهبت به فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ للهِ وَالرَّسُولِ} قال: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إِنَّكَ سَأَلْتَنِي السَّيْفَ وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لَيْسَ لِي، وَالآنَ صَارَ لِي فَخُذْهُ» (٣). فأعطاه إياه.

فاستدلوا بهذا


(١) في هذا الموضع انقطاع في التسجيل. والمراد: أنها نزلت في الشيء الخاص يُسأل من الغنيمة قبل أن تُقسم. انظر ابن جرير (١٣/ ٣٧١).
(٢) في البداية والنهاية (٣/ ٣٢٧) أن الذي قتله: العاص بن سعيد. وقال الحافظ في الإصابة (٣/ ٣٥): «يقال: وقتله عمرو بن عبد ود العامري الذي قتله علي يوم الخندق» اهـ وقال في آخر الترجمة (٣/ ٣٦): «وأخرج البغوي من طريق محمد بن عبد الله الثقفي عن سعد قال: لما كان يوم بدر قُتل أخي عمير، وقتلت أنا سعيد بن العاص، كذا فيه، والصواب: العاص بن سعيد بن العاص» اهـ.
(٣) الحديث أصله في مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حديث رقم: (١٧٤٨) (٤/ ١٨٧٧)، وفي الجهاد والسير، باب الأنفال، حديث رقم: (١٧٤٨)، (٣/ ١٣٦٧). وهو في مسند الإمام أحمد (١/ ١٧٨، ١٨١، ١٨٦). وللتوسع في تخريجه راجع الطبعة المحققة من المسند (١٥٣٤، ١٥٦٧، ١٦١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>