للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأُسارى، ويتامى، وحيارى، وما جرى مجرى ذلك (١).

وقوله: {قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم} المراد بـ {قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم} من كانوا تحت أيديكم من الأسارى، وكل شيء كان في قبضة الإنسان وتحت قدرته وتصرّفِهِ تقول العرب: هو في يده؛ لأن اليد هي التي تُزَاوَلُ بِهَا الأعمال وتُؤخذ بها الأشياء عادة (٢).

والأيدي جمع (يد)، واليد من الألفاظ التي حَذَفَتِ العرب لامَهَا ولم تعوِّض منها شيئاً، وأعربتها على العين، فدال اليد في محل العين، وهي مُعربةٌ على عينها وهو الدال، نُزِّل منزلة لامها، وحذفت لامها، وتنوسيت، وهي إحدى ألفاظ معروفة كذلك، كيدٍ، ودَمٌ، وغذٍ، وددٍ، وهنٍ، وما جرى مجرى ذلك (٣). وأصل لامها المحذوفة ياء، أصلها (يدي) فاؤها ياء، وعينها دال، ولامها ياء. ولامها المحذوفة إنما تُرَدّ عند التصغير وجمع التكسير، ففي تصغيرها تقول: (يُدَيَّه) وفي جمعها تقول: فاقطعوا أيديهما. وأصله: (أيْدُيهما) على وزن (أفعُل) لأن الأيدي أصل وزنه (أفعُل) (فَعَل) محذوف اللام مجموعٌ على (أفعُل) إلاّ أن ضمة العين تجعل كسرة لمجانسة الياء، وربما نطقت العرب باليد مثبتة لامها إثبات المقصور على الألف كالفتى. سُمع هذا عنهم قليلاً، ومنه قول الراجز (٤):

يا رُبَّ سَارٍ باتَ ما تَوَسَّدَا ... إلا ذِرَاعَ العِيسِ أَوْ كَفَّ الْيَدَا

فردّ اللام كما هي في (الفتى) وهذا نادر.


(١) انظر: حجة القراءات ٣١٤، الدر المصون (٥/ ٦٣٧).
(٢) مضى عند تفسير الآية (٥١) من سورة الأنفال.
(٣) مضى عند تفسير الآية (١٩٥) من سورة الأعراف.
(٤) السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>