للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما تجري به الأقْدَار، فلا يأمرك إلا بما هو خير مؤكد بلا شك وبكل يَقِينٍ، وكونه حكيماً يدل على أنه لا يَنْهَاك إلا عن شر، ولا يأمرك إلا بخير، فإن كان مبالغاً في الحكمة والعلم كان ذلك مدعاة لأن يتبع في كل ما يأمر به وكل ما ينهى عنه؛ لأنَّ عِلمه يعلم به أنه ما يدعو إليه خير، وما ينهى عنه شر، وحكمته يفهم منها أنه لا يضع الأمر إلا في موضعه، ولا يوقعه إلا في موقعه؛ ولذا قال جل وعلا: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

وقد قدمنا في هذه الدروس مراراً (١) أنك لا تكاد تنظر ورقة واحدة [من المصحف الكريم إلا وجدت فيها إشارة إلى هذا الواعظ الأعظم، والزاجر الأكبر مما يبعث العبد على الإحسان والمراقبة في جميع أحواله وأعماله، وقد بَيَّن الله (جل وعلا) أن الغاية والحكمة [٩/ب] التي] (٢) / خلق الله من أجلها الخلق هي أن يَبْتَلِيَهُمْ، أي: يَخْتَبِرَهُمْ


(١) راجع ما تقدم عند تفسير الآية (٥٩) من سورة الأنعام.
(٢) في هذا الموضع انقطع التسجيل، وما بين المعقوفين [] زيادة يتم بها الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>