للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كنانة منهم بنو الديل ابن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وبنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، وبنو مدلج بن بكر بن كنانة، وبنو ضمرة بن بكر بن كنانة، فهي أربع قبائل من كنانة دخلوا في ذلك الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قبل ذلك بين كنانة وخزاعة دم، وكان الدم في خصوص بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة من قبائل كنانة، فانتهزوا الفرصة وعدوا على خزاعة، وأعانهم قريش على خزاعة الإعانة المشهورة التي هي سبب غزوة الفتح؛ لأن بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة لما عدوا على خزاعة ونقضوا عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصلحه الذي أبرمه معهم في الحديبية، وأعانتهم قريش على ذلك بالسلاح، بل بعض رجال قريش دخل معهم في قتالهم، كما قاله بعض العلماء، وأرسل خزاعة عمرو بن سالم (رضي الله عنه) إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة يستنصره، وجاءه هنا في المدينة - حرسها الله - وأنشده رجزه المشهور (١):

يا رَبِّ إني ناشِدٌ مُحَمَّدَا ... حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الأَتْلَدَا

كُنْتَ لَنَا أَباً وَكُنَّا وَلَدَا (٢) ... ثُمَّتَ أَسْلَمْنَا وَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا

إِنَّ قُرَيْشاً أَخْلَفُوكَ المَوْعِدَا ... وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ المُؤَكَّدَا

وَزَعَمُوا أَنْ لَسْتَ تُنْجِي أَحَدَا ... وَهُمْ أَذَلُّ وَأَقَلُّ عَدَدَا

فَادْعُ عِبَادَ اللهِ يَأْتُوا مَدَدَا ... فِيهِمْ رَسُولُ اللهِ قَدْ تَجَرَّدَا

أَبْيَض مِثْل الشَّمْسِ يَجري صُعدَا ... في فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يجري مُزْبدا


(١) مضى عند تفسير الآية (٥٨) من سورة الأنفال، ووقع فيها هنا تقديم وتأخير كما وقع في الموضع السابق. وقد أثبتنا نص الأبيات هناك في الهامش فليراجع. وانظر: القرطبي (٨/ ٦٥).
(٢) في ابن هشام (١٢٣٥): «قد كنتم وُلْداً وكنا والداً».

<<  <  ج: ص:  >  >>