للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ندبا - المنفرد، وإمام محصورين - غير أرقاء ولا نساء متزوجات - رضوا بالتطويل لفظا ولم يطرأ غيرهم، وإن قل حضوره.

ولم يكن المسجد مطروقا.

ما ورد في دعاء الافتتاح، ومنه ما رواه الشيخان: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب.

اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس.

اللهم اغسلني من خطاياي كما يغسل الثوب بالماء والثلج والبرد.

(ف) - بعد افتتاح وتكبير صلاة عيد - إن أتى بهما - يسن (تعوذ) ولو في صلاة الجنازة، سرا ولو في الجهرية.

وإن جلس مع إمامه (كل ركعة) ما لم يشرع في قراءة ولو سهوا.

وهو في الاولى آكد، ويكره تركه.

ــ

الإمام في الركوع إذا لم يسرع به، كما هو ظاهر.

(قوله: الإسراع) نائب فاعل يسن.

وقوله: به أي بدعاء الافتتاح.

(قوله وإمام محصورين) أي جماعة محصورين.

قال البجيرمي: والمراد بالمحصورين من لا يصلي وراءه غيرهم ولو ألفا، كما قاله شيخنا.

اه.

وعليه، فكان الأولى ذكر قوله بعد: ولم يطرأ غيرهم، بعد قوله: محصورين.

ويكون كالتفسير له.

(قوله: غير أرقاء ولا نساء متزوجات) أي ولا مستأجرين أجارة عين على عمل ناجز، فإن كانوا أرقاء أو نساء أو متزوجات أو مستأجرين اشترط إذن السيد والزوج والمستأجر.

(قوله: رضوا بالتطويل لفظا) أي عند ابن حجر.

وعند م ر: لفظا، أو سكوتا إذا علم رضاهم.

(قوله: وإن قل حضوره) أي الغير.

وعبارة الرملي: وقل حضوره.

وهي تفيد التقييد، وعبارة المؤلف تفيد التعميم.

(قوله: ولم يكن المسجد مطروقا) فإن كان مطروقا ندب له الإقتصار على ما مر.

وكذلك إذا فقد قيد من القيود السابقة.

(قوله: ما ورد إلخ) مفعول يزيد.

(قوله: ومنه) أي مما ورد.

(قوله: اللهم نقني من خطاياك) أي طهرني منها بأن تزيلها عني.

وقوله: كما ينقى الثوب أي يطهر.

(قوله: والثلج والبرد) أي بعد إذابتهما وصيرورتهما ماء.

وأتى بهما بعد الماء تأكيدا للطهارة ومبالغة فيها.

(قوله: وتكبير صلاة عيد) الأولى أن يقول: ومثله تكبير صلاة عيد إن أتى به، وذلك لأن عبارته توهم إنه تقدم منه التصريح به.

(قوله: يسن تعوذ) اعلم أن التعوذ بعد دعاء الافتتاح سنة بالاتفاق، وهو مقدمة للقراءة.

قال الله تعالى: * (فإذا قرأت القرآفاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) * معناه عند جماهير العلماء: إذا أردت القراءة فاستعذ.

واللفظ المختار في التعوذ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وجاء: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

ولا بأس به، ولكن المشهور المختار هو الأول.

وروينا في سنن أبي دواد والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي وغيرها، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال قبل القراءة في الصلاة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من نفخه ونفثه وهمزه.

وفي رواية: أعوذ بالله السيمع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه.

وجاء في تفسيره في الحديث، أن همزه الموتة، وهي الجنون.

ونفخه الكبر.

ونفثه الشعر.

اه من أذكار النووي.

ومن لطائف الاستعاذة أن قوله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إقرار من العبد بالعجز والضعف، واعتراف بقدرة الباري عز وجل، وأنه الغني القادر على دفع جميع المضرات والآفات.

واعتراف أيضا بأن الشيطان عدو مبين.

ففي الاستعاذة التجاء إلى الله تعالى القادر على دفع وسوسة الشيطان الغوي الفاجر، وأنه لا يقدر على دفعه عن العبد إلا الله تعالى.

(قوله: ولو في صلاة الجنازة) غاية لسنية التعوذ.

وسن فيها دون الافتتاح لقصره فلا يفوت به التخفيف المطلوب فيها.

(قوله: سرا ولو في الجهرية) أي يسن قراءته بالسر ولو كانت الصلاة جهرية.

(قوله: وإن جلس مع إمامه) أي فيما إذا اقتدى به وهو في التشهد فإنه يجلس معه، ومع ذلك إذا قام وأراد أن يقرأ الفاتحة سن له التعوذ، ولا يسقط عنه، بخلاف دعاء الافتتاح فإنه يسقط عنه بالجلوس كما تقدم.

(قوله: كل ركعة) منصوب بإسقاط الخافض، أي في كل ركعة، وهو متعلق بتعوذ.

(قوله: ما لم يشرع في قراءة) أي وما لم يضق الوقت بحيث يخرج بعض الصلاة عنه لو أتى به، وما لم

<<  <  ج: ص:  >  >>